رواية قمر السلطان جميع الفصول
المحتويات
ثم يخلع جلده وتظهر تحته فتاة رائعة الجمال دهش السلطان من روعة منظرها ثم أخذ يسترق النظر إليها وهي تستحم وتمشط شعرها ثم شرعت في الغناء بصوت رخيم
ليس هناك من يراني لا أحد يعرفني بعيدة في النهار
عن السمع والأنظار ظلام الليل ستار يحفظ كل الأسرار
حتى سمعتها الجنادب و الضفادع و الأسماك الصغيرة على الماء كان سحړ قمر يصيب كل شيئ حولها فيجعله سعيدا وأحس السلطان بنفسه تنبسط ويذهب عنه الغم
وإحتار ما يفعل وقال في نفسه سأحكي لحكيم الزمان ما وقع وأطلب نصيحته فهو مؤدبي منذ
الصغر ولا أخفي عنه شيئا
فنظرت يمنها ويسرها لكنها لم تر أحدا فقالت في نفسها لقد إنكشف أمرى وأحست بالقلق ولم تلمس الطبق رغم جوعها الشديد في المساء نزل السلطان ورأى الطعام في مكانه
فاغتم لذلك وأرسل في طلب الحكيم ولما روى له قصته ضحك وقال جملك خائڤ ولن يأكل شيئا إلا إذا أحس بالأمان
أجابه إعمل له كوخا صغيرا في حديقتك وأعطه عطرا وثيابا وإهد له زهورا كل صباح .
أعجبت الفكرة السلطان ونفذ ما قاله الحكيم وعندما رأت قمر الكوخ إمتنعت عن دخوله لكنها لاحظت كل يوم وجود باقة ورد جميلة وقالت من صنع كل ذلك لأجلي لا ينوي سوءا فتشجعت ودخلت كانت هناك منضدة عليها سمك وخبز ساخن فأكلت منه حتى شبعت ثم خرجت تتجول وقد طابت نفسها
حمراء ووضعها مع الورود أمام كوخها الصغير Lehcen Tetouani
فتعجبت قمر وقالت إذا السلطان يبدو مهتما بي هذا أمر لا يصدق ثم أتى إليها وهذه المرة بقيت في مكانها
وقال لها لقد رأيتك تستحمين في البحيرة وأنا أحبك وأريد أن أتزوجك لست مجبرة على حمل هذا الجلد بعد الآن سأحضر لحما وسنشويه معا ونتسامر موعدنا هذه الليلة يا صبية ضحكت وقالت إسمي قمر
بينما كانت قمر واقفة تنظر إلى بنات الأعيان وهن يركضن ويلعبن بسعادة مر بها رجلان كان أحدهما رئيس الحرس والآخر لا تعرفه وكانا يعتقدان أنها جمل لذلك كانا يتحدثان أمامها دون حذر
قال الرجل إسمع مهمتك أن تفتح الباب السري الذي يأدي إلى القصر وتبعد الحرس عن غرفة السلطان وأنا سأقتله وسيأخذ أخوه مكانه فلقد ألغى كثيرا من إمتيازات الأمراء والوزراء ورجال الدين لكي يبني الطرقات والجسور ويرمم الأسوار
الآن إنتهى كل شيئ مع إبنه نجم الدين لقد إتفقنا مع أخيه المنصور على خلعه
سأتسلل غدا لقټله و نحن نعرف كيف نكافئك خذ هذه الصرة من المال وإياك أن تنسى يا محمود هل فهمت كن حذرا لا يجب أن يحس بك أحد عندما تفتح السرداب !!!
سمعت قمر كل ما دار بين الرجلين أدركت أن السلطان في خطړ وأحست بقلبها يخفق لم تعرف هذا الشعور من قبل كان بودها لو تطير إليه وتخبره ما يدبرون له في الخفاء
لم تكن البنت تدري أنها عاشقة فلقد كان جمال الدين فتى وسيما يلوح عليه الحزم وبسرعة ربط الحب قلبيهما في هذه اللحظة كان السلطان يفكر فيها أيضا وينتظر لقاءها بفارغ الصبر
. نزلت قمر إلى البحيرة في الليل واستحمت ومشطت شعرها ولبست ثوبا أبيض من حرير سمرقند ووضعت في رقبتها عقدا من اللؤلؤ وتجملت ثم جلست تنتظر السلطان
وقد ظهرت عليها اللهفة بعد قليل جاء جمال الدين ولما رآها إنحبس الكلام في حلقه من شدة حسنها وبياضها قبل جبينها وقال من اليوم مقامك بين الأميرات تعالى الآن للنشوي لحمنا ودجاجنا وأخبريني كيف سړقت دجاجة حارس البستان
ضحكت قمر وقالت آه نعم لقد إحتلت عليه وأشبعني سبا وشټما لا بد أن أعوض له عن ما أكلته أمضيا جزءا من الليل وهما يتنادمان ويضحكان حكت له عن قصتها وعن الحدأة التي خطڤتها
عندما كانت صغيرة
فتعجب منها وقال أما أنا فقصتي محزنة لقد إختار لي أبي فتاة من بنات الملوك لكني لا أشعر نحوها بالحب فهي مغرورة وهي كثيرا ما تلومني على مجالسة البسطاء وتقول لي أن هذا لا يليق بك
أما أنت فقلبي يحس بالسعادة معك الوقت الآن متأخر لا بد أن أنصرف وغدا سأعطيك غرفة
متابعة القراءة